قبل تسع سنوات وفي العام 1433 للهجرة وبمناسبة المؤتمر السنوي الاول المنعقد في جامعة كربلاء... تحت شعار: عاشوراء الامام الحسين(ع) عزة وإباء. كان لي البحث التالي تحت عنوان:
ماذا لو لو يكن هناك حسين؟
قراءة في أبعاد شخصية الامام الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.
ونحن في مدينة الامام الحسين عليه السلام، وفي أيام الامام الحسين .. وعلى أعتاب اربعينيته التي تحمل الرقم 1372.. وهي عدد السنوات التي انقضت منذ الاربعينية الاولى التي قصدها رجل واحد قبل عودة ركب الاسارى من الشام، قادته بصيرته بعد أن فقد بصره ، ألا وهو جابر بن عبد الله الانصاري، نشاهد في هذه السنة كما في السنوات التسع الماضية زحفا بشريا مليونيا ليس له مثيل في التاريخ ينمو عاما بعد عام، تتغير فيه نواميس الطبيعة البشرية في علاقات الناس وسلوكهم وعطاءهم واندفاعهم وولاءهم ووفاءهم وتتجلى تلك الحالة بأبهى صورها فيما نشاهده ونتلمسه في هذه الايام..
ولكننا قبل ذلك لا بد لنا من أن نتوجه بقلوبنا وعقولنا وبكل عواطفنا ومشاعرنا، نحو الحسين قائلين:
السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذِي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ
السَّلَامُ عَلَى مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ وَ عَلَانِيَتِهِ
السَّلَامُ عَلَى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ
السَّلَامُ عَلَى مَنِ الْإِجَابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ..
السلام عليكم ايها الحاضرون الكرام وعلى كل من يتابع ويستمع الى وقائع هذا المؤتمر السنوي الاول المنعقد في جامعة كربلاء... تحت شعار: عاشوراء الامام الحسين(ع) عزة وإباء. ورحمة الله وبركاته.
تمهيد..
أود أن أشير في بداية حديثي الى ما ورد في بطاقة الدعوة الى هذا المؤتمر الكريم من أن الهدف الأول من أهداف المؤتمر .. ما ورد تحت عنوان: التعريف بمبادئ ثورة الامام الحسين ....
لأقول: إن وصفَ عملِ الامام الحسين عليه السلام بأنه ثورة يستدعي منا جميعا التوقف قليلا لتحديد معنى الثورة.. هل نقصد منها المعنى اللغوي عند العرب؟ أم نقصد منها استعمالا ورد في سالف الأزمنة؟ أم مصطلحا قرآنيا ؟ أم تفسيرا سياسيا حديثا؟
ولنتساءل بعد ذلك عن مدى دقة هذا التوصيف..