كيف يمكن تقييم الشاب ؟
كيف يمكن تقييم الشاب ؟
عن الرسول الأعظم (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير)
سؤالي لسماحة الشيخ ابو محمد العاملي::
كيف يتم تقييم الشاب بحيث يقال بأن هذا الشاب صاحب خلق، وأخر بأنه صاحب دين؟؟!!
وان كانت الأخلاق من الدين فماذا يفيد ذكر الأخلاق والدين معاً في الحديث أعلاه؟؟
يعبر عن النسبة بين الدين والاخلاق بالمصطلح العلمي أن بينهما عموم وخصوص من وجه.
ومعنى ذلك أن للدين والاخلاق ثلاث صور:
الصورة الاولى: أن تكون هناك مراعاة للجانب الديني دون الجانب الاخلاقي.
الصورة الثانية: أن تكون هناك مراعاة للجانب الاخلاقي دون الجانب الديني.
الصورة الثالثة: أن يجتمع الدين والاخلاق في عمل واحد.
أما الصورة الاولى: وهي ما يتعلق بمراعاة الجانب الديني دون الجانب الاخلاقي، فمثالها ما لو كان الشخص مراعيا للاحكام الشرعية من فعل الواجبات والامتناع عن المحرمات، ولكنه لا يلتزم بمكارم الاخلاق، كما لو كان سيئ الطباع، او بخيلا، أو حادا في تعامله، وهكذا ، فيكون مراعيا لحدود الواجب والمحرم، ولكنه قد يفعل المكروهات او يمتنع عن المستحبات مثلا، وفي ذلك يكون ملتزما من الناحية الدينية ولكن تنقصه الاخلاق، وفي نفس الحال لا يقال عنه غير متدين. نعم يقال عنه انه متدين ولكن أخلاقه ليست بالخلق الكريم، وقد ورد في الكثير من الاحاديث وصف لأناس متدينين ولكن في أخلاقهم كما ورد في بعض الاحاديث ( زعّارّة) ويقصد منها سوء الخلق.
أما الصورة الثانية: وهي ما نراه في بعض المجتمعات الغربية مثلا، او في بعض مجتماعتنا من وجود أشخاص يتمتعون بحس اجتماعي وأخلاق وتربية عالية على الصعيد الاجتماعي والانساني العام، ولكن ليس لديهم الالتزام الديني بالواجبات ويمارسون بعض المحرمات. فهم ذووا أخلاق حسنة، ولكنهم ليسوا ذووا دين.
وأما الصورة الثالثة: وهي صورة اجتماع الاخلاق والدين، فعندما نرى أن ما ورد في الاحاديث الشريفة يركز على الصورة الثالثة، فكما وصف الله نبينا الكريم في كتابه العزيز، وإنك لعلى خلق عظيم. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق .. الخ.. الروايات المتعددة، التي تحث المتدين على الالتزام بالجانب الاخلاقي في سلوكه وعمله.
فصورة اجتماع الدين والاخلاق هو الصورة المثالية المطلوبة من الانسان المسلم.
ولهذا ورد في الحديث المذكور لتحديد مقياس الكفوء هو أن يتمتع بخلق ودين، إذ يمكن أن يكون متدينا ولكنه ذو أخلاق سيئة فيذيقها الاذى، ويمكن أن يكون ذو خلق ولكنه غير متدين فتقع في المحرمات.
أما من يجتمع فيه الوصفان وصف التدين ووصف الاخلاق فهو الشخص المطلوب في الحديث.
وبالطبع هناك جانب آخر أشارت اليه روايات أخرى وورد ذكره في الاحكام الشرعية وهو الكفوء.
والكفاءة هي شرط اضافي على شرطي التدين والاخلاق.
وللكفاءة حديث آخر.