• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : خواطر .
                    • الموضوع : سلام عليك يا اختاه... .

سلام عليك يا اختاه...

سلام عليك يا اختاه...

عام بعد عام.. وجرحك لا يبرد..

مهما تقادمت السنون.. لا تزال ذكرى الفراق تحرق الفؤاد كأنها الساعة..

اربع وثلاثون سنة زد عليها عاما.. كأنها كلها ساعة..

ذكراك يا فاطمة لا تغيب عن مخيلتي فهي تتجدد في كل يوم من حياتي..

مع رنة الهاتف اسمع الصدى.. واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت.

مع كل صورة مؤلمة من واقع امتنا المنكوبة أرى طيفك..

مع كل طموح لغد مشرق أقرأ طموحك..

مع كل خدمة أو عطاء أتلمس اندفاعك..

مع كل انموذج واعد أرى صورتك..

قبل أيام من عودتي الى كربلاء ، وفي حرم السيدة فاطمة المعصومة في قم المقدسة عندما ذهبت مودعا ، رن الهاتف بيد ابني محمد الذي غادرتنا قبل ولادته، فأضاءت صورتك شاشة الهاتف وأنت تحملين البندقية..

شاهدها زائر فالتفت الى محمد قائلا.. يا حبذا لو تبعث لي  بهذه الصورة من هاتفك لكي أقوم بنشرها..

أجابه ابني معتذرا إنها صورة خاصة، لشهيدة..

قال اذن سيكون لها الأثر الأكبر .. فنحن في أمس الحاجة لنستنهض الهمم وخاصة في العراق الجريح.

***

اليوم يا اختاه وفي ذكرى ساعة المعركة عصر يوم السبت الثاني عشر من شهر أيلول، والذي يصادف أيضا في هذا العام يوم سبت، و قبيل صلاة المغرب خرجت من المنزل وبرفقتي رفيقة الدرب ورفيقة السلاح ام محمد.. نحو مقام سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام..

وانا أسير في شارع السدرة تتزاحم في خاطري الأفكار..

ماذا لو لم تنبهينا في ذاك اليوم الى ما لاحظته من خطط المجرمين..

كان والدك يتهيأ للذهاب الى مسجد البلدة وكان من المفترض ان أكون معه

أيضا ومعنا بعض الشباب.

 وكان المتربصون ينتظرون تلك اللحظة كي ينفذوا جريمتهم باغتيال الوالد ومن معه قبل الوصول الى المسجد، ومن ثم يدخلون الى المنزل والجامع ويتحقق بذلك غرضهم.. وبذلك يسيطرون على البلدة.

تنبيهك لي غيَّر مسار الأمور، فلم يخرج والدك ، ومضى الوقت المرصود، واشتغلت المعركة.. وكنت الفداء بعد تلك المعركة المتواصلة لمدة 28 ساعة متواصلة..

وأنا أسير نحو الحرم وذاكرتي تعيش مع التاريخ، يستوقفني شابٌ مسلّما..

ليطلب مني أخذ الحذر وعدم الانتقال من بيتي الحالي الى بيت آخر..

ابتسمت في داخلي وقلت هل دنت تلك الساعة؟

كنت أنتظرها قبل رحيل فاطمة ببضع سنوات..

وها قد مضى اليوم على رحيلها خمس وثلاثون سنة قمرية، ولا زلت أنتظر..

شكرت مشاعره.. وأكملت طريقي ، ودخلت الى مقام الحسين عليه السلام

أديت صلاتي المغرب والعشاء وما بينهما عند الرأس الشريف..

في تلك الليلة أديت الصلاة تحت أزيز الرصاص ودوي القذائف وصراخ ابنتي الأولى..

في هذه الليلة كانت الزيارة نيابة عنك، وعدت لأكتب لك رسالة الشوق يا اختاه.. مجبولة بدموع الحزن التي لم تجف.

وأختمها بقراءة الفاتحة لك، ولمن استشهد معك في هذا اليوم الذي كان ينتظر وصول والدك ليدخل معه المسجد، الشهيد أبو سامي.

                                                    مصطفى

                                                12 أيلول 2015

                                               

 

 

  


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=181
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29