• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : قدر الشيعة بين يهود أمة موسى ويهود أمة محمد .

قدر الشيعة بين يهود أمة موسى ويهود أمة محمد

      قدر الشيعة بين يهود أمة موسى ويهود أمة محمد

 

بعد أسبوعين من بدء الحرب التدميرية التي تشنها اسرائيل على لبنان، من جنوبه الاشم، جبل عامل الاغر، الى ضاحيته الشموس، مرورا بالبقاع وبعلبك ومناطق أخرى، والتي طاولت الحجر والبشر والشجر.

 وبعد أن غادَرت بيروتَ بالامس خائبةً رئيسةُ أركان الحرب التي سمعت من الرئيس بري رفضاً لسلة املاءاتها التي كان قد شكرها السنيورةُ لصبرها عليه في تنفيذها أثناء زيارتها السابقة فجاءت موفدة من الجنرال بوش لاملائها.

وبعد الملحمة المستمرة في محيط بنت جبيل ومارون الراس يوم أمس واليوم وفي الايام السابقة، والتي ترفع الرأس، و تذكر بمعركتها قبيل الاجتياح الاول.

وبعد التصدي في الليل الفائت في تلة مسعود الذي يعيد تاريخ ملحمة تلة مسعود.

بعد كل هذا لا زلت أقرأ في بعض وسائل الاعلام  وأسمع من بعض المتحمسين تبسيطا لأسباب هذه الحرب من أنها تعود الى ما يعبرون عنه:

 بأنه الذريعة التي أعطاها حزب الله لاسرائيل بأسره الجنديين قبل اسبوعين.

وهو ما ردده طوني بلير يوم امس في مؤتمره الصحفي مع نوري المالكي عندما اعتبر ان سبب الحرب يعود الى تجاوز الخط الازرق على الحدود.

 في الحقيقة إنني أعزو هذه النظرة التي تم ترديدها على اكثر من صعيد الى واحدة من ثلاث خلفيات:

-   : قراءة قاصرة للاحداث بمعزل عن التاريخ، وتصور الامور وكأن عملية أسر الجنديين هي السبب الحقيقي لهذه الحملة كما هو حال بعض العفويين. وما يؤكد ذلك هو ما قاله سمير جعجع اليوم عن هذه الاحداث: الوضعية التي نعيشها أبعد من السياسة هي وضعية تاريخية.  

-   : تبرير لاستمرار العمل التدميري ضمن السيناريو المرسوم كما بدا في كلام بلير يوم أمس.بل وأكثر من ذلك إن فيه تغطية وايعازا لبدء عملية التحطيم و كسر حالة الممانعة التي يجسدها الشيعة في جسم الامة كما حصل في مؤتمر وزارء الخارجية العرب من موقف سعودي مصري أردني.

-   : موقف عقائدي يحمل كل  عداء العقيدة وكراهة التاريخ لمن ينتسب الى مذهب أهل البيت من الشيعة، من أتباع المنهج التكفيري السلفي كما رأيناه في فتوى بن جبرين، وكما نقرأه من مقالات وتعليقات.

لذا أحببت أن أقارب هذه الحرب من خلال قراءة موضوعية مرتبطة بتاريخ عشناه ولم نقرأه عن غيرنا، لنصل الى النتيجة المرة فيما نعانيه اليوم. 

حوار

قبل اثنين وعشرين عاما وبضعة أشهر وتحديدا في شهر آذار من عام 1984 م وأثناء فترة التحقيق معي عند اعتقالي على يد الجيش الاسرائيلي أثناء احتلاله لجنوب لبنان، جاء الجندي ليجرني من الزنزانة الانفرادية بعد أن وضع كيسا في رأسي، وقيدا في يديَّ.

كان أمرا غريبا وضعُ القيد في اليد لمن تم نقله الى الزنازين.

استشعرت من ذلك أنني أُقَاد الى تحقيق غير عادي، أو الى مكان جديد.

كان هناك جندي آخر يسير خلفي والجندي الاول يجرني من رباط الكيس الموضوع على رأسي، وكان هذا أيضا غريبا، إذ أن مهمة استدعاء المعتقَلين للتحقيق لم يكن يتولاها أكثر من جندي واحد.

عَبَر بي الجنديان من الزنزانة الى القاعة الاولى التي يوضع فيها المعتقلون مقيدو اليدين معصوبو الاعين بواسطة ذاك الكيس الذي أنشد فيه المعتقلون أشعارا، وذلك قبل نقلهم الى الزنازين، وهي احدى قاعات مبنى شركة الريجي.

لم يتجه به الجندي يسارا صعودا نحو الدرج الطويل كما تخيلت، بل عبر تلك القاعة نحو غرف التحقيق المقابلة للزنازين والتي يقوم فيها الضباط الاسرائيليون بأعمال التحقيق والتعذيب.

أدخلني الى احدى الغرف وقبل أن يُزاحَ الكيس عن رأسي سمعت كلاما ودردشة فأدركت وجود عدد من الحضور في هذه الغرفة وليس ضابط التحقيق فحسب كما هي العادة.

مضت لحظات لا أعرف كم كانت بعمر الزمن، إلا أن دائرة تفكيري كانت تدور بسرعة بين الكثير من الافكار.

تقدم أحد الحضور ليرفع الكيس عن رأسي، فالتفتُ لأرى سبعة من كبار الضباط جالسين في تلك الغرفة، وبينهم ضابط التحقيق الاول الذي كان يجلس في احدى الزوايا كجندي عادي امام الضباط.

التفت اليّ أحدهم، وبابتسامة ماكرة طلب مني الجلوس على كرسي مقابل لهم.

فهمت حينها ان وضعَ القيد في يدَيَّ واستدعائي امام هؤلاء الضباط الكبار يهدف الى ايصال رسالة متعددة الاتجاهات وأقلها تحطيم معنوياتي فقررت أن آخذ زمام المبادرة.

جلست على الكرسي ووضعت رِجلا على رِجلٍ مستهزئا أجيلُ نظري فيهم واحدا واحدا.

الشيعة

لم يكن هدف هؤلاء الضباط التحقيق معي في أسباب اعتقالي، ولم تكن اسئلتهم حول نشاطاتي أو علاقاتي، بل كان محور حديثهم يتناول الوضع الشيعي في لبنان، وبالطبع كانوا من اصحاب اختصاصات متعددة.

قال أحدهم: نريد أن نتحدث بصراحة..

لقد دخلنا الى لبنان بعد أن رتَّبنا الامور مع مسؤولي كل الطوائف، وأصحاب النفوذ ، مع المسيحيين والدروز والسنة، من بشير الجميل الى وليد جنبلاط الى فلان وفلان .. أما أنتم الشيعة فلم نعمل لكم حسابا.

كنا نعتبر وجودكم في ظل القوى الأخرى، وليس لكم وجود مستقل.

وتابع قائلا: لقد أخطأنا في التقدير وفي الحسابات ، ونريد أن نصحح خطأنا ، فما هو المطلوب منا حتى نصحح الامور ونبني علاقات جيدة بيننا وبينكم ، ويعم السلام ويحصل الرخاء لشعبينا خاصة وأنكم انتم الجيران الأقرب لنا في حدودنا الشمالية؟ وتعرضتم للظلم كما تعرضنا؟

أجبته قائلا:

أولا: فيما يتعلق بدخولكم الى لبنان فليس أمامكم إلا خيار واحد لا ثاني له..

وصمتُُّ قليلا أرقبُ حركات وجوهم، فرأيت بعضَهم ينظر في وجه بعض، وآخرون ينظرون الي وكأنهم ينتظرون مني أن أكمل كلامي.

قال أحدهم: وما هو؟

أجبت: ليس أمامكم الا الانسحاب من جميع الاراضي اللبنانية الى الحدود الدولية، فورا بدون قيد ولا شرط، وأن تمتنعوا عن ممارسة  أي اعتداء علينا.

ثانيا: فيما يتعلق بالعلاقات بيننا وبينكم، فأود أن أكلمكم بلغة العصر.

لن أتحدث معكم من ناحية عقائدية ، لن أتحدث معكم عما يقوله القرآن الكريم عن اليهود، وأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا..

ولن أتحدث معكم من ناحية تاريخية عن معركة خيبر واجلاء اليهود من شبه جزيرة العرب، فكل هذه الأمور لا بد وانكم تعرفونها جيدا..

بل سأتحدث معكم بلغة العصر .. لغة الاقتصاد ..لغة المصالح التي ترتكز عليها العلاقات في هذا الزمن بين الدول والشعوب، ونحن في نهاية القرن العشرين.

لذا أقول لكم :ليس لنا مصلحة في إقامة العلاقات التي تتحدثون عنها.

التفت احدهم قائلا: وكيف ذلك ؟ أليس من الافضل ان تُفتح الحدود بيننا وبينكم ويحصل تبادل اقتصادي وتجاري وتُفتح الاسواق بيننا وبينكم؟

أجبته هنا بيت القصيد.. فمع وضع الخلفية العقائدية والتاريخية جانبا والتي تجعلنا واياكم على طرفي نقيض، فإنه ومن منطلق لغة العصر أقول لكم:

 كلا ليس لنا مصلحة في ذلك وأحد الاسباب ما يلي:

أن هناك شريحة واسعة من أهالي الجنوب يعتمدون في معيشتهم على الزراعة المحلية، فالكثيرون منهم يستلفون كلفة الزراعة وينتظرون انتهاء الموسم لتسديد ديونهم، وفي نفس الوقت فإن عليهم الاهتمام بتسويق منتجاتهم في ظل عدم مبالاة او اهتمام من دوائر الدولة المختصة، مما يجعل مخاطر الخسارة الكبيرة عند المزارع قائمة في كل وقت، وعندها عليه أن يعمل سنوات اضافية لسد العجز الذي يقع فيه نتيجة كارثة أو نتيجة كساد في الموسم أو حتى نتيجة ايقاف التصدير حسب مزاجيات الانظمة الحاكمة في بلادنا العربية، التي تمتنع عن استيراد منتجاتنا، أو حتى لا تسمح لها بالمرور عبر اراضيها.

أما عندكم فهناك الجمعيات التعاونية، والزراعية، وهناك الخدمات الخاصة للمزارع ومنها برنامج اذاعي اسمعه عبر اذاعتكم كل ثلثاء بعد الظهر اسمه ( مع المزارع ) ، يقوم بتقديم ارشادات للمزارعين، عدا عن عدم مسؤولية المزارع لديكم عن التسويق اذ يتم شراء الموسم منه وتسويقه دون ان يتحمل المزارع عندكم اية خسارة، بل وتدفع له أسعار تشجيعية.

وبالتالي فإن الانتاج عندكم أكثر وكلفته أقل، بينما الانتاج عندنا أقل والكلفة أكثر، وهذا يعتبر خللا كبيرا في ميزان التنافس التجاري وهو ما يؤدي الى الانهيار الاقتصادي لقطاعنا الزراعي، وهذا نموذج لطبيعة ما سيحصل فيما لو تحقق هدفكم، وعلى هذا الأساس فليس لنا مصلحة فيما تدعونا اليه.

مقابلة

بعد هذا الحوار ببضعة أشهر و في معتقل أنصار، استدعى الضابط الاسرائيلي ثلاثة من المعتقلين، كنت واحدا منهم، لاجراء مقابلة للتلفزيون الاسرائيلي معنا ، وكان أبرز الاسئلة:

 ما هي نظرتك للاوضاع في الجنوب؟ وهل ستستمر أعمال المقاومة فيما لو انسحب الجيش الاسرائيلي ؟ وما هي نظرتكم لجيش لبنان الجنوبي؟

وكان جوابي الذي بثه التلفزيون الاسرائيلي فيما بعد في أحد برامجه باللغة العبرية:

ما نريده هو انسحابا كاملا حتى الحدود اللبنانية، ومقاومتنا في لبنان مستمرة طالما أن هناك احتلالا لأرضا وطالما هناك اعتداءات علينا، وطالما هناك خطر على وجودنا.

 أما خارج الاراضي اللبنانية فليس لنا هدف خاص، سوى أننا جزء من الامة العربية والاسلامية ، نشاركهم فيما  يعملون قدر استطاعتنا فنحن جزء منهم لا نستطيع ان ننفصل عنهم ولا أن نأخذ قرارا عنهم.

 وأما جيش لبنان الجنوبي، فإننا نقول لكم: ليس هناك جيش اسمه جيش لبنان الجنوبي، بل هناك جيش اسرائيلي بقناع لبناني، لن نسمح له بالبقاء.

الوعد

قبل فترة قصيرة من الانسحاب الاسرائيلي الاول من معظم الجنوب اللبناني في العام 1985 قال لي ضابط الامن في المعتقل المعروف باسم ( ايلي) :

سأقول لك شيئا: لقد أجبرتمونا على الانسحاب ، وها نحن سننسحب ولكنكم لا تعرفون ما الذي سيحصل لكم؟

كان ما سمعته هو أول كلام يدل على قرارهم الانسحاب فلم أعلق على ذلك، وسألته ماذا سيحصل لنا؟

قال: نحن سننسحب، ولكن الفلسطينيون باقون هنا.

ضحكت، وتعمدت أن يظهر الاستهزاء في ضحكتي تلك وقلت له:

هذا كلام قديم.. لقد كان الفلسطينيون يقاتلوننا قبل دخولكم، ويتهموننا بالتواطؤ معكم، عندما كنا نطلب منهم مراعاة كرامة ومصالح الجنوبيين، وها قد دخلتم وشاهد العالم و شاهد الفلسطينيون اننا قاتلناكم قتالا لم يقاتلكم إياه أحد من العرب من قبل، وأن خسائركم التي أنزلناها بكم في لبنان فاقت خسائركم في حروبكم مع الجيوش العربية،ونحن لسنا سوى مجموعات من المدنيين ولسنا جيشا نظاميا، لذا لا يمكن أن يأتي يوم بعد الآن ويفكر فيه فيه فلسطيني بأن يحمل السلاحَ ضد جنوبي أو ضد شيعي.

استمع الى كلامي و رد بابتسامة ساخرة متوعدا قائلا بالانكليزية:

Well you will see  (حسنا سوف ترى).

الرهان

كانت هذه الاحاديث  قبل نيف وعشرين سنة، وبالطبع لقد كابر الاسرائيلون ولم يسمح لهم غرورهم بأن يقبلوا النصيحة ، فلم ينسحبوا الى الحدود اللبنانية وأبقوا تحت سيطرتهم ما أطلق عليه تسمية الشريط الحدودي، ودعموا ما أطلقوا عليه تسمية جيش لبنان الجنوبي، وراهنوا على نجاح خططهم الداخلية، فنجحوا مؤقتا في ذلك ولعدة سنوات، وكانت أولى تلك الخطط هي ما حدثني عنه ( إيلي ) قبل انسحابهم عندما تفجر الصراع سريعا بعد أشهر من ذاك الانسحاب في ما اصطلح على تسميته بحرب المخيمات بين حركة أمل والمنظمات الفلسطينية، حيث كانت أمل في تلك الفترة تشكل العمود الفقري للمقاومة ضد الاحتلال والذراع القوي الذي يجسد قوة الشيعة في لبنان، في الوقت الذي لم يحملوا فيها أهدافا خاصة بالشيعة، فقد شهر فيها الفلسطينيون – ولنقل بشكل أدق المنظماتُ الفلسطينية - شهروا علينا سلاحا استقدموه بعد الانسحاب الاسرائيلي ولم يكن هذا السلاح موجودا لمقاومة الاسرائيليين ، وانتقلت دوامة تلك الحرب الى الجنوب وسقط المئات بل الالاف من الضحايا في تلك الحرب التي طحنت الاخضر واليابس، واستنزفت الطاقات، بل وأكثر من ذلك فقد شَوَّهَت السمعة حتى تحول اولئك المقاومون الى مجرمين وسفاحين عند العرب!!.

ولم يكن أثر التصدع منحصرا في تلك الجهة بل تعداها ليشمل بعض أهلنا وإخواننا مما جر الامور الى فتنة داخلية أخرى لعبت عليها أطراف اقليمية متعددة، قاتل فيها الاخ أخاه، والولد أباه.

بعد الثمن الباهظ لتلك الصراعات، عاد توجيه البوصلة نحو الهدف الحقيقي و الذي ظن الاسرائيليون أنهم ألهوا الجنوبيين عنه،  فنمت القدرات أكثر، واتحدت الجهود في مرحلة التسعينيات  وأخذ حزب الله زمام المبادرة في المواجهة بعد أن نمت قدراته وامكانياته وتحقق التحرير في ايار من عام 2000 وانسحب الاسرائيلون من الجنوب وانهارت الميليشيا التي أنشأوها باسم جيش لبنان الجنوبي.

لم يستفد الاسرائيليون من تجاربهم المتكررة ولم يفهموا حقيقة الشيعة في معادلة الصراع، فقد كابروا في السنوات الاولى الى أن حصل الانسحاب الاول في 1985 الذي أرادوه مبتورا ، ولم يكن شاملا، و راهنوا على الصراعات الداخلية لتكريس الوضع الذي أنشأوه، ثم حاولوا كسر ارادة التلاقي والتحدي في عامي 1993 ثم في ما اسموه عملية عناقيد الغضب في 1996، ولم يزدد المقاومون الا صلابة، بل وفرضوا معادلات جديدة في الصراع استمرت الى 12 تموز الحالي.

لقد حصل الانسحاب الاخير في عام 2000 وبقيت مسامير جحا عالقة ( مزارع شبعا، وتلال كفر شوبا)، وحصلت عملية تبادل للأسرى والمعتقلين بعد ذلك وأبقوا شرَّابة الخرج متدلية (سمير قنطار وغيره).

لقد حقق اللبنانيون الشيعة في لبنان نصرا كاملا بمقياس المصلحة الشيعية ، فتحررت أراضيهم، وبنى المغتربون بيوتهم عند الخط الفاصل على الحدود وازدهرت قراهم، في نفس الوقت الذي لم يتخلوا فيه عن سلاحهم استعدادا لأية مواجهة محتملة، لأن الاحداث المتتالية علمتهم بأن يعتمدوا على انفسهم، بأنتظار ان تبنى دولة العدالة والقدرة في الوطن. وعاد المعتقلون الى ديارهم، ومنهم من لم يكن يظن أنه سيعود.

لم يكن هذا نصرا خاصا للشيعة بل كان انتصارا وطنيا شاملا، عربيا، واسلاميا، فلم تتحرر أراضي اللبنانيين الشيعة فقط بل وأراض الوطن عموما .

ما بقي من أراض لبنانية محتلة ليس للشيعة فيها نصيب بمنظار الملكية الشخصية، وما بقي من معتلقين ليس فيهم شيعة بالانتماء المذهبي، اللهم عدا واحد سمعت بأنه يحمل الجنسية الاسرائيلية لكون أمه كانت يهودية فأسلمت.

جريمة الشيعة

أحببت أن أستذكر تلك الخواطر والذكريات وأنا أستعرض تسلسل الاحداث الدائرة حاليا في جنوب لبنان منذ اسبوعين ليتكشف أمامنا عمق الكارثة الكبرى. والتي  هي في ظهور العَفَنَ المخبأ في جسد الأمة على حقيقته.

لو كان اللبنانيون الشيعة قد انفصلوا بأحاسيسهم ومشاعرهم وتفكيرهم وعملهم عن هذا المحيط العفن من عرب الردة المتسلط على تلك الشعوب المقهورة لما كانوا قد تعرضوا الى ما يتعرضون له الآن.

لو أنهم تخلوا في سلوكهم عن انتماءهم الى أمة تتلبس لبوس الاسلام و تعيش الغدر في عقولها وسلوكها لما انهالت عليهم الحمم التي تهدم الحجر وتحرق البشر.

جريمة اللبنانيين الشيعة أنهم لم يفكروا من منطلق مذهبي خاص بهم، بل كانت قضية الوطن الواحد بجميع أبناءه وطوائفه هما لهم وهدفا للحفاظ عليه .

جريمة اللبنانيين الشيعة أنهم لم ينفصلوا عن قوميتهم فتبنوا فكرة الانتماء الى محيطهم العربي واعتبروا أنفسهم جزءا من هذه الامة يحمل كل الآمال والاحلام و يتحسس الآلام.

جريمة اللبنانيين الشيعة أنهم لم ينعزلوا عن بقية الامة الاسلامية فحملوا كل قضاياها وهمومها، من فلسطين وغيرها.

لهذه الجرائم ... استحق اللبنانيون الشيعة كل عقاب.

حاخامات يهود أمة موسى في فلسطين يصدرون فتوى لجيشهم تبيح قتل الاطفال في لبنان على طبق تعاليم توراتهم، ويعتبرون أن العطف عليهم هو خيانة لأطفال اليهود.

وحاخامات أمة محمد في أرض الاسلام كابن جبرين واتباعه من السلفيين التكفيريين يحرمون حتى الدعاء لمن يحترق في ارض لبنان.

يقولون أن حزب الله ينفذ برنامجا ايرانيا في المنطقة.

فما هي جريمة إيران بحق العرب؟

إنها نفس جريمة اللبنانيين الشيعة في أنها صدقت بأن هناك أمة عربية وعالما اسلاميا يؤمن بقضية اسمها فلسطين، فتبنت الدفاع عن هذه القضية.

لقد كانت إيران الدولة المدللة والذراع القوي للاميركان أيام الشاه، وكان حكام العرب يرتجفون خوفا، ولكنها وبعد الثورة وتحويلها سفارة اسرائيل في طهران الى سفارة لفلسطين كان عليها ان تدفع الثمن حروبا وحصارا.

 منذ أيام تحدث السيد حسن نصر الله فقال: اننا لا نريد من بعض الدول العربية ان تساعدنا بل يكفي ان تقف على الحياد، ولولا ذلك لما زادت المعركة عن ساعات.

ومنذ أيام تحدث نبيه بري قائلا: انا اعلم ومع الاسف ان دولا في المحيط ، عربية وغير عربية, تشجع اسرائيل على القيام بهذا الامر.

بالطبع اننا نفهم من كلامه ( وغير عربية ) أنه لتخفيف الصدمة ليس أكثر.

هذه هي الكارثة التي أظهرت عورات هذه الامة.

نعم لقد أخطأ حزب الله عندما أسر جنديين اسرائيليين ليبادلهما بمساجين عرب معتقلين لدى اسرائيل.

وأخطأ عندما طور قدراته القتالية ليشكل رادعا لحماية المواطنين.

وأخطأ الشيعة في لبنان لأنهم لم ينسلخوا عن قضايا محيطهم الوطني والعربي والاسلامي.

وأخطأ لبنان لأنه لم يؤدب الشيعة من أبناءه .

كما أخطأ شيعة العراق بعد انهيار نظام الجزار عندما ترفعوا عن مبدأ الانتقام حتى عادت السكين الى يد الجزارين من جديد تدعمها فتاوي التقرب الى الله بدم الشيعة .

وهكذا يخطئ الشيعة في ايران بحق العرب لأنهم يتعاطون من منطلق وحدوي اسلامي.

حقيقة المعركة

لا بد من عقاب الشيعة على جرائمهم تلك.

ليست حربا لاسترجاع أسيرين، فقد أعلن منذ اليوم الأول عن الاستعداد لعملية التبادل.

ليست حربا لمعاقبة حزب الله، فليست الاماكن التي قصفت ودمرت والضحايا التي سقطت ليست قواعد ولا ثكنات لحزب الله، وليست عامة الضحايا تنتسب الى الحزب.

و ليست كما قال الرئيس بري منذ أيام بأن: ما يحصل الآن في لبنان مجزرة حقيقية، ليس ضد المقاومة، ليس ضد حزب الله او حركة امل او الاحزاب الوطنية، وليس ضد الجيش اللبناني ايضا، ولكن هي معركة بين الطائرة والطفل اللبناني، هي معركة بين الطائرة ، بين "الفانتوم" وبين البيت الوديع المتواضع في الجنوب، هي معركة بين الصاروخ الاسرائيلي وبين العبارة او الجسر في جنوب لبنان ، هي معركة بين الدمار وبين العمار (البناء).

بل هو إضافة الى ما ذُكر  عقابُ اليهود، لأبناء محمد وعلي والحسن والحسين.

ينفذه في العراق يهود أمة محمد فيفجرون أجسادهم العفنة حيثما تمكنوا ليتغدوا بزعم أحبارهم مع النبي ويتقربوا الى الله بدم الشيعة، أليس في اعتقادهم بأن هؤلاء الروافض هم شر من وطأ الحصى؟

أما في لبنان فقد أوكل الامر الى يهود أمة موسى بقرار من الجنرال المتصهين بوش ورئيسة أركانه كوندي بعد أن نفد الصبر ولم يحقق حلفاء الداخل لهم ذاك الغرض.

 ألم يتحدث أولمرت منذ أيام بأنه فوجئ بحجم التأييد العربي الذي يطلب منه الاستمرار في العملية؟

ألم تتحدث محطة السي ان ان في تقرير لها – ولا يزال في الصفحة الاولى - عن رواد المنتديات السلفية وتطابق مواقفهم مع مواقف الاسرائيليين؟

وما يحضره يهود أمة عيسى لايران بقيادة الجنرال بوش  ليس عما يجري ببعيد.

إن من المؤسف أن نرى في عالمنا العربي مظاهرة بعد اسبوع من هذه الحرب في مصر مثلا لم يتجاوز عدد المشاركين فيها ثلاثماية شخص، بينما نسمع عن مظاهرة في تل أبيب تضم الف شخص.

قبل ثلاثة أشهر تحدث حسني مبارك عن ولاء الشيعة العرب، وقبله ملك الاردن عن الهلال الشيعي وتبعهم الان حكام السعودية، وكأنهم في ذلك يطلبون ثمنا من الاميركان مقابل الدور المبتور للشيعة في العراق.

لقد صدرت بعض الاصوات المتحسسة لحجم المؤامرة كما في كلام عمرو موسى ، وكما في الاصوات والمظاهرات الخجولة التي تنطلق هنا وهناك في عالمنا العربي والاسلامي المكبل بقيود اليهود، يهود أمة موسى ويهود امة عيسى ويهود امة محمد ، ولكنها لا تزال صدى في واد.

ملحمة الرفض والكرامة

يراهن اليوم يهود الارض بما يملكون من أسلحة وعتاد وبما هم عليه من تحالف وثيق جمعهم كحلف الاحزاب يوم الخندق الذي جمع بين عرب مكة من قريش وحلفاءها ويهود خيبر ومنافقي المدينة إذ اجتمعت اليوم جحافل القوى الغربية المتغطرسة مع شذاذ الافاق من يهود أمة موسى في فلسطين، و رموز حكام العرب الخانعين، أضف اليهم جمهور السلفيين التكفيريين المجرمين الحاقدين، ليشكل كل هؤلاء غطاء ويدا للحرب الدائرة منذ اسبوعين على أرض ابي ذر الغفاري، أرض البطولة والفداء.

  ولكن الاسرائيليين الذين يخوضون هذه الحرب عنهم جميعا وكما قال عنهم الرئيس بري: لم يتعلموا من التجربة، انها ليست التجربة الاولى، اسرائيل دخلت في العام 1978، ودخلت عام 1982 ، ودخلت سنة 1993، وسنة 1996 ، وسنة 1999، آن لهم ان يتعلموا ان لبنان لا يمكن ان يركع ،لا يمكن ان يتكرر الامر الذي حصل عام 1982 لكي يصلوا الى العاصمة.

لأنه وكما قال لهم منذ أيام السيد حسن نصر الله: أنتم  لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله.

نعم أبناء محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك.

نعم أبناء علي الذي قال فيه رسول الله يوم وقعة خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْه.

نعم أبناء الحسن سيد شباب أهل الجنة.

نعم أبناء الحسين الذي يقول: والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد.

نعم أبناء أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

نعم أبناء الأبرار من الصحابة كأبي ذر الغفاري الذي يقول فيه رسول الله : ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر.

وكعمار بن ياسر الذي قال : و الله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق و أنهم على باطل.

لم يفهم الاسرائيليون بعد من هم الشيعة؟ رغم تجاربهم.

ولم يفهم الاميركيون ايضا من هم الشيعة؟ رغم سلطانهم وجبروتهم.

ولم يفهم الانذال الحاقدون المتهودون من العرب من هم الشيعة؟

تحدثت بالامس مع رجل يعيش تحت النار فقال:

ليكن قبر كل واحد في بيته..

إرهاصات الوعد الالهي

لقد نشر في موقع قناة العربية هذا اليوم تقرير نقلا عن مجلة عسكرية اميركية متخصصة صدرت في هذا الشهر  تحت عنوان ( حدود الدم) وتدعى :

Armed forces journal

 وفيه خارطة لجنرال امريكي عن تقسيم المنطقة الى دول على اساس مذهبي ، فللأكراد دولتهم ، وللسنة دولتهم ، وللشيعة العرب دولتهم وللشيعة الفرس دولتهم  .. الخ

وبالطبع فإن هذا ينسجم مع المشروع الصهيوني الذي أقام دولة اسرائيل على انقاض فلسطين باعتبارها الوطن القومي لليهود في العالم، بحيث تبقى تلك الدولة المصطنعة صاحبة القرار في المنطقة.

 ونقل اليوم في موقع C N N  على شبكة الانترنت بعض تفاصيل خطة رئيسة أركان الحرب كونداليسا رايز والتي يفضل الجنرال بوش التحدث عنها باسم الدلع (كوندي) حيث اقترحت ان ينتشر في الجنوب اللبناني عشرة آلاف جندي في المرحلة الاولى من مصر وتركيا، ويتم عندها تجريد حزب الله من سلاحه ثم يتم استبدال هذه القوة (المسلمة!!) بثلاثين الف من حلف الاطلسي لضمان الامن على الحدود.

ولكننا نقرأ فيما يجري في المنطقة من أحداث تحمل طابع  عداء ليس له حدود ضد المسلمين الشيعة بدءا بالمجازر اليومية في العراق و الذي يتتابع فصولا في لبنان لعله بعض إرهاصات حركة السفياني الموعود الذي يسبق بظهوره فجر العدالة الضائعة والمغيبة والتي تقضي على الظلم والظالمين تصديقا للوعد الالهي في كتابه الكريم:

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)(القصص:5)

فليتحد يهود أمة موسى ويهود أمة عيسى ويهود أمة محمد معا: (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(المائدة: من الآية26) (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)(المائدة: من الآية68)

الفجر آت ، والنصر آت لا محالة. كيف لا  وشعارنا: كلام علي بن الحسين لأبيه في ساح كربلاء: يا أبتاه ألسنا على الحق؟

قال بلى، قال : إذن لا هم أَوَقَعنا على الموت أم وقع الموت علينا.

فهل يفهم المراقبون الان الذين يرصدون ردات فعل المواطنين تجاه حزب الله نتيجة الدمار المستمر في الجنوب والضاحية كيف يفكر هؤلاء الناس؟

هل كل الناس تنتمي الى تنظيم حزب الله؟

بالطبع لا، فهناك بين الناس المنتمي والمؤيد والمناصر، وهناك أيضا المخالف، بل والمنتقد ومن له مآخذ وملاحظات على العديد من سلوكيات حزب الله سواء على الصعيد المحلي، أو الاقليمي، أو الدولي.

 ولكننا جميعا في هذه المعركة نجسد مواقف العزة والكرامة والحق كما أوصى امير المؤمنين عليه السلام ولديه الحسن والحسين في وصيته الشهيرة قائلا:

 أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً.

 أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ.

 اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ

وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ

وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ

وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا

وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ

لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ أَشْرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ.

 ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ.

                    هذا هو تفكيرنا، وهذا هو سلوكنا

                   العين تقاوم المخرز، والدم ينتصر على السيف

 ( وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ، إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:104)

                           والحمد لله رب العالمين

                                                    


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=55
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2006 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28