مع المرحوم الشيخ عبد الله شعيتاني

مع الشيخ عبدالله شعيتاني.pngصورة مع المرحوم الشيخ عبد الله شعيتاني في العام 1978 والصورة الاصلية كانت باللون الاسود والابيض، وتم تلوينها بواسطة الذكاء الصناعي..

رحم الله الشيخ عبد الله شعيتاني، والذي كان زميلا لجدي المرحوم الشيخ عبد الرسول عاصي، وكانا قد خضعا معا لامتحان في  عكا في عهد العثمانيين لإعفاءهم من الخدمة العسكرية فاستحق كل منهما لق الشيخ.. 
والمرحوم الشيخ عبد الله لم يرزق بأولاد، وكانت لديه املاك فحول معظمها الى اوقاف ومن اراضيه كان بناء النادي الحسيني في انصار، والمسجد المعروف باسمه الذي لم يسلم من القصف اثناء معارك انصار الداخلية ، وكانت لديه المكتبة العامة التي احترقت يومها في 12 ايلول من عام 1981 في اليوم الذي استشهدت فيه اختي الشهيدة فاطمة والشهيد ابو سامي عاصي..
وكانت معاناته كبيرة بعد حرق المكتبة 
وقد احترقت تلك المكتبة التاريخية للشيخ عبد الله شعيتاني المجاورة للنادي الحسيني وللمسجد.. في التاريخ المشار اليه

لقد عاش بعدها سنوات قليلة وهو كامد حزين بعد ان كتب عبارات الصقها على المكتبة المحروقة والنادي الحسيني والمسجد يقول فيها:

يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.. ولم أر ما حل ..

حتى ان عبد الله هاشم شرف ، ومن في انصار لا يعرف عبد الله هاشم شرف الذي يعتبر من ابرز مؤسسي الحزب الشيوعي في خمسينيات القرن الماضي،

 لقد نظم قصيدة تتألف من 31 بيتا يتحسر على ما فعله تلامذة الفكر الذي زرعه في بلدتنا حيث يقول في مطلع تلك القصيدة:

وساعيد نشر فقرات من تلك القصيدة التي سبق ونشرتها في مقال سابق.

 


🖋️ مرثية المكتبة المحروقة في أنصار

للهِ ما فَعَلَتْ يَدُ الأَقْدارِ
ومَثالِبُ الغابَاتِ في أَنْصارِ

قَتَلُوا نُفُوسَ الأَبْرِياءِ وَهَدَّمُوا
بَعْضَ البُيُوتِ وَمُنْتَدَى الأَخْيارِ

حَرَقُوا بِجَهْلٍ خَيْرَ مَكْتَبَةٍ بِهَا
خَيْرُ الصِّحاحِ وَخِيرَةُ الأَسْفارِ

كُتُبٌ تَدَبَّرَهَا الوَجِيهُ بِمالِهِ
الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ ذُو الآثارِ

ابْنُ الشُّعَيْتانِي نَجْلُ مُحَمَّدَ
العالِمُ النَّحْرِيرُ في الأَمْصارِ

وَيْلٌ لِمَنْ حَرَقُوا تُراثَ جُدُودِهِمْ
مِنْ خِزْيِ ما حَمَلُوا مِنَ الأَوْزارِ

حَرَقُوا ثَرَاءَهُمُ وَخَيْرَ تُراثِهِمْ
وَتَحَمَّلُوا في ذَاكَ خِزْيَ العارِ

جَاءُوا بِفِعْلِهِمُ الوَضِيعِ سَفاهَةً
وَتَشَبَّثُوا بِمَثالِبِ الجَزَّارِ

الكُتُبُ خَيْرُ تُراثِ ثَرْوَةِ عامِلٍ
حَمَلَتْ صَفائِحَها أَجَلَّ شِعارِ

حَوَتِ العُلُومَ فَذاكَ أَغْلَى ثَرْوَةٍ
وَأَجَلُّ ما اتَّزَرَ الحُجى بإزارِ

وَأَعَزُّ مِنْ مالِ المُلوكِ وَمَلْكِهِمْ
وَمِنَ القُصورِ وَفِضَّةٍ وَنُضارِ

أَيَّهْ شَبابَ الجِيلِ هَلْ مِنْ نَفْحَةٍ
عَلَوِيَّةٍ تَهْدِيكُمُ لِمَثارِ

يا لَيْلَةً سَوْداءَ شَقَّ ظَلامَها
نارُ القَنابِلِ وَالرَّصاصِ الجارِي

تَتَشاجَرُ الرَّجْماتُ في أَجْوائِها
مُطْلاطِماتٌ كالصُّخورِ جَوَارِي

صَبُّوا القَذائِفَ كالجِبالِ تَساقَطَتْ
فَوْقَ الدُّرُوبِ بِسائِرِ الأَخْطارِ

فَتَشَتَّتَ أَطْفالُها وَنِساؤُها
بَيْنَ الرُّوابِي في وِهادٍ قِفارِ

تَمْشِي عَلَى الأَشْواكِ في وِهادِها
مِنْها حُفاةٌ أَوْ بِغَيْرِ دِثارِ

تُدْمِي القُلُوبَ أَسًى مَناظِرُ شَوَّهَتْ
تاريخَ ذاكَ اليَوْمِ في الأَدْهارِ

 

الخ تلك القصيدة..