• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : مقالات .
                    • الموضوع : أبو علي .. مدرسة رحلت .

أبو علي .. مدرسة رحلت

أبو علي .. مدرسة رحلت

              صباح السبت كان غير كل صباح

استعداد وانتظار في كربلاء وفي انصار

الى مطار بيروت الدولي يهيئ موسى الحقائب ليتجه مع جده  قاصدين النجف الاشرف..

ومن كربلاء انطلق نحو مطار النجف لاستقبال الوالد..

الساعة الواحدة والثلث ظهرا كانت الطائرة اللبنانية البيضاء المزينة بالأرزة الخضراء تهبط على مدرج المطار..

 وقفنا ننظر من باب صالة التشريفات وننتظر السيارة الخاصة التي ذهبت لاستقبال الوالد..

ما هي الا دقائق قليلة حتى كان الوالد يدخل الصالة وبرفقته ابني موسى ..

نستقبلهما ويذهب موسى مع  أخيه ميثم لاستلام الحقائب..

بعد نصف ساعة كنا في طريقنا لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام..

يرن الهاتف من كربلاء..

لا بد للسائق المرافق لنا من أن يتجه بالسيارة الى البصرة ..

إنها نفس سيارة الارمادا ((Armada التي كنت فيها ضمن الوفد الذي امضى عشرة أيام في البصرة والناصرية منذ سنتين تقريبا عندما ذهبنا لنتفقد الجرحى ونزور عوائل الشهداء بعد التفجيرات الحاقدة على زوار الأربعين.

ولكن ما كان لقادم أرض الغريين أن يعبر فيها دون أن يعرج على مقام سيد الاوصياء فيلثم أعتاب صاحب القبة البيضاء في النجف..

شيئ ما جذبني أكثر من المعتاد فلم نكن قد أدينا صلاة الظهرين بعد..

أنهينا الصلاة والزيارة ووقفت لكي نغادر ولكنني  توقفت مجددا لأصلي ركعتين مستحضرا في مخيلتي عددا من الأحبة والاقارب  أهديت لهم ثواب هاتين الركعتين..

في تمام الساعة الثالثة كنا نغادر باب المقام الى كربلاء..

وما أن انقضت ساعة حتى كنا امام المنزل في كربلاء..

استراحة يسيرة يوضع فيها الطعام وإذ بخبر يصل عبر الانترنت..

لقد توفي أبو علي جمعة منذ ساعة..

القرآن الكريم بدأ يتلى في النادي الحسيني في أنصار..

يا الهي..!!!

في تلك الساعة التي كانت روح ابي علي تغادر الجسد المحدود .. لتحلق نحو عالم الملكوت.. كان طيفه يمر في مخيلتي عند مقام أمير المؤمنين عليه السلام.. ربما هذا ما دفعني لكي أشركه في ثواب تلك الصلاة..

بالأمس كان تشييع أبا علي...

صلاة الهدية تحت قبة الحسين عليه السلام أديتها كما أداها الوالد وولداي..

ربما كان السر في جواب عمتي هذا الصباح وهي تقول:

حزنت وفرحت..

حزنت لأن وفاة ابي علي كانت بعد سفر أخي الذي لم يحضر جنازته..

وفرحت لأنه نال زيارة وصلاة خاصة تحت قبة الحسين..

قالت منى.. هنيئا لك يا ابي.. مع ساعة وفاتك كانت تصلك ركعتان من عند الأمير.. وفي ليلتك الأولى ثواب صلوات من عند الحسين..

لن أستطيع وانا استعرض شريطا طويلا من الذكريات واتصفح العديد من الصور الا أن أقول

 .. أبو علي جمعة .. مدرسة رحلت.. إلى روحك الفاتحة 


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29