• الموقع : كتاباتي- صفحة الشيخ مصطفى مصري العاملي .
        • القسم الرئيسي : كتاباتي .
              • القسم الفرعي : خواطر .
                    • الموضوع : رحمك الله يا حيدر .. ربما هو القدر .

رحمك الله يا حيدر .. ربما هو القدر

رحمك الله يا حيدر...

ربما هو القدر..

 مجهول يسابق المرء فيما قدر..

أمام ناظريك لفتاتٌ كخيال تمر..

 بخصوصية لا مثيل لها  تشعر..

وتبقى مجهولة الى أن يكشفها ذاك القدر..

 

في حياتك تلتقي بأناس وتتعرف على آخرين و تتشارك وتشترك مع سواهم..

ربما يكون لأكثرهم نكهة واحدة تتيه في التمييز بينها، الا أن لبعضهم نكهة خاصة تنفرد عن الاخرين، ويبقى لها الأثر الخاص ، وسرعان ما تكتشف أنها مرت مر السحاب وبقيت ذكرى تلك النكهة الخاصة التي كثيرا ما نفتقدها في حياتنا..

                                                ***

            قبل أربعة عشر شهرا وتحديدا في شهر رجب من عام 1433 للهجرة. تلقيت دعوة للمشاركة في حفل افتتاح معهد التوحد في كربلاء.

كنت مرتبطا بعدد من الأمور في ذاك اليوم وأذكر انني كنت صائما أيضا ، فشعرت بأن شيئا ما يشدني لتلبية تلك الدعوة التي وجهها لي رئيس قسم دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية ..

لم يكن قد ارتسم شيء في ذهني عن المكان او البرنامج سوى عنوان عريض يرتبط بجانب تعليمي تربوي وهذا لي معه علقة خاصة منذ أن مارست التعليم في المدارس لسنوات ، وهذا ما يجعلني أحنوا دائما الى كل ما يرتبط بالجوانب التعليمية..

            بناء من طابقين في احد أحياء مدينة كربلاء ، يحتوي على عدد من الغرف التي خصصت كل منها لمجموعة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد اطلقت على هذا المبنى التعليمي تسمية معهد الامام الحسين عليه السلام لرعاية التوحد، بإشراف دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية.

كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على الدكتور حيدر زوين بأناقته وحركته وبيانه وشرحه عن المعهد الذي تختلف خصوصيات كل غرفة فيه عن الغرف الأخرى..

تنقلنا بين تلك الغرف برفقة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة ونحن نستمع من الاستاذ حيدر الى ما يرتبط بهذه الصفوف والذي كان يطلب أحيانا من بعض المعلمات ان يقمن ببعض الاختبارات لبعض الطلاب مع شرح لبيان حالتهم السابقة وحالتهم الحاضرة..

 
(المرحوم د. حيدر زوين يحدّث أحد الأطفال في معهد التوحد)

لفت نظري أن هذا العمل وهذا الإنجاز هو بمبادرة شخصية من الأستاذ حيدر الذي ذهب مرارا الى بيروت ليشتري من حسابه الخاص ما يحتاجه الطلاب من العاب خاصة تراعي أوضاعهم ولم ينتظر ان تصرف له السلفة المالية المخصصة..

كان هذا هو اللقاء الأول، تلته لقاءات طوال العام الماضي خاصة بعد أن صار لي التزام عملي مع دار القرآن الكريم في العتبة الحسينية التي ترعى هذا المعهد مع مراكز تعليمية أخرى..

                                                ***

بالأمس بعيد الإفطار تلقيت خبر الانفجار في كربلاء

تحدثت مع بعض الاخوة الذي نجا منه اذا كان في ذلك المكان قبل دقائق ..

تلك الاخبار آلمتني فآويت سريعا دون ان أتمكن من اكمل برنامجي المسائي

وعند سحور اليوم استيقظت وما جلست على مائدة السحور وقبل ان اتناول شيئا فتحت جهاز الهاتف لأرى آخر الاخبار..

فكان الخبر المؤلم برحيل حيدر شهيدا قبيل الإفطار..

لا اله الا الله... لا اله الا الله...

توقفت الكلمات... وانطلق شريط الذكريات.

ليس لنا الا ان نقول

 رحمك الله يا حيدر..

هكذا كان موعدك مع القدر..

سنذكرك في كل سحر..

لك نكهة ليست كباقي البشر..

سيفتقدك الكثيرون يا حيدر..

لسان حالي من خلال المعرفة القصيرة بك ياحيدر

يردد ما قاله الشاعر:

وكم رجل يعد بألف ... وكم ألف يمر بلا عداد

الفاتحة..

 


  • المصدر : http://www.kitabati.net/subject.php?id=161
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19